الكوع
بدأت رائحة غريبة تتسلل إلى هنا كتلك الرائحة التي قد تشمها في عالم "هازاليا" الذي تجد فيه السكين الذي يستخدمه أبي دائما في تقطيع اللحم وتجد فيه شعراتي السوداء الطويلة، وجثة الطالب، ونهر الدم الأحمر، ولكنك لن تشعر بداخله أبدًا بالخوف؛ لأنك داخل "هازاليا" ستشعر بالدفء العارم وكأنك تستند بظهرك إلى مدفأة كبيرة أو كأنك تحتضن العالم كله. تحتضنه حقا وبقوة دون أن تترك بينكما مسافة العشرين سنتيمتر تلك التي يتركها الألمان
عندما يعانقونك" فتاة ذات سبعة عشر عام ولدت لأبوين تركيين مهاجرين تعيش في برلين، تعرف أصولها التركية وتهفو إلى حاضرها الألماني، تشدها التقاليد ويناديها الواقع، يمسك بها الشرق ويجذبها الغرب يملأها حنين إلى الجذور، ويشغلها إنبهار بالأضواء.
قصة بحث عن الذات في زمن العولمة، من أنا ولماذا، وهل هو قدر ومصير؟ حب وصراع جريمة وهرب تركيا وألمانيا، شرق وغرب إثارة ولكن أيضا لمسة
جمال ورقة. تحكي لنا فاطمة أيديمير الكاتبة الشابة هي أيضًا، تركية الأصل ألمانية القلم قصة ربما تشبه حياتها هي وربما كذلك حياة كثيرات هناك في بعض التفاصيل
قصة ربما نستشرف منها صورة عن مستقبل، ليس هناك فقط، بل ربما هنا
أيضا.
حصلت فاطمة أيديمير على جائزة كلاوس ميشائيل كونيه وكذلك على جائزة فرائز فيسيل عن هذه الرواية في عام 2019.